يُعد علم التجويد من العلوم المهمة التي تعنى بتلاوة القرآن الكريم بطريقة صحيحة، حيث يُعتبر المد من أحد أبرز الأحكام التي تُستخدم في تجويد القرآن. يُقسم المد إلى نوعين رئيسيين: المد الأصلي والمد الفرعي. في هذا المقال، سوف نتناول أنواع المد الفرعي في التجويد، وكيفية تأثيرها على صحة التلاوة.
ماهي المدود في التجويد؟
المدود في علم التجويد هي إطالة الصوت عند نطق بعض الحروف في القرآن الكريم، وذلك وفقًا لقواعد معينة. يحدث المد عند الحروف التي تتسم بمقدار من الإطالة، وتكون هذه الإطالة إما بسبب طبيعة الحروف نفسها (مثل الحروف المدية) أو بسبب أحكام أخرى مرتبطة بالقواعد التجويدية.
أنواع المد الفرعي:
المدود في التجويد تتنوع إلى عدة أنواع، حيث يُمكن تقسيمها إلى مد أصلي و مد فرعي.
1. المد الأصلي (الطبيعي):
هو المد الذي يكون في الحروف المدية التي تأتي في كلمات القرآن بدون وجود أي سبب خارج عن القاعدة. يكون هذا المد طويلًا ويمتد بمقدار حركتين فقط.
أسباب المد الأصلي:
- الحروف المدية: وهي الحروف التي تحتوي على أصوات طويلة (مثل: “ا”، “و”، “ي”).
- يحدث في الحالات الطبيعية: مثل الكلمة التي تحتوي على حرف مد دون أن يتبعها سبب آخر.
أمثلة على المد الأصلي:
- قَالَ (يتم مد الألف بمقدار حركتين).
- سَمَاء (يتم مد الألف بمقدار حركتين).
2. المد الفرعي:
المد الفرعي هو المد الذي يحدث بسبب وجود أسباب معينة تؤثر على الحروف. وتكون هذه الأسباب مرتبطة بالوقف، السكون، أو غيرها من الأحكام التجويدية. المد الفرعي يتفرع إلى عدة أنواع، كل منها له قواعده الخاصة.
أقسام المد الأصلي والفرعي:
1. المد الأصلي:
المد الأصلي هو المد الذي يحدث بشكل طبيعي ودون تدخل لأي سبب آخر. يكون ثابتًا في القرآن الكريم ويمتد بمقدار حركتين فقط. يتأثر المد الأصلي فقط بوجود الحروف المدية في الكلمة.
- أنواع المد الأصلي:
- مد طبيعي: يحدث عند وجود الحروف المدية (مثل: الألف، الواو، الياء) في الكلمة، ويُمد بمقدار حركتين فقط.
مثال: في كلمة “قَالَ“، نمد الألف بمقدار حركتين.
- مد منفصل: عندما يأتي حرف المد في أول الكلمة متبوعًا بهمزة في بداية الكلمة التالية.
مثال: في كلمة “آمِنُوا” (المد هنا نتيجة لتوالي الألف مع الهمزة في الكلمة التالية).
- مد متصل: عندما يأتي حرف المد في الكلمة متبوعًا بهمزة في نفس الكلمة.
مثال: في كلمة “الآية” (المد هنا بسبب وجود الهمزة في نفس الكلمة).
2. المد الفرعي:
المد الفرعي هو المد الذي يحدث بسبب أسباب معينة مثل الوقف، السكون، أو غيرها من الحالات. يتفرع المد الفرعي إلى أنواع عدة بناءً على الأحكام التجويدية.
- أنواع المد الفرعي:
- مد العارض للسكون: يحدث عند الوقف على كلمة تحتوي على حرف متحرك يتبعه حرف ساكن، مما يوجب مدًا بمقدار حركتين أو أكثر.
مثال: في كلمة “الرحمن” إذا تم الوقف عليها، نمد الصوت.
- مد البدل: يحدث عندما يأتي حرف مد مباشرة بعد همزة في نفس الكلمة.
مثال: في كلمة “آبَاء“، نمد الألف بعد الهمزة.
- مد الصلة: يحدث عندما تأتي اللام في كلمة “الله” أو “الرحمن” متبوعة بحرف مد.
مثال: في كلمة “الله“، يتم مد اللام.
- مد اللين: يحدث عندما تأتي واو أو ياء ساكنة بعد حرف متحرك.
مثال: في كلمة “السماء” أو “الوداع“.
- مد العوض: يحدث عند التنوين، حيث يعوض التنوين بالمد.
مثال: في كلمة “بِحَقٍّ“، يتم تعويض التنوين بالمد.
ما هي ملحقات المد الفرعي؟
الملحقات للمد الفرعي هي حالات خاصة تطرأ على المد نتيجة لوجود أسباب معينة، وتؤثر على نوع المد وطوله. من هذه الملحقات:
- مد العارض للسكون:
- عند الوقف على الكلمة، إذا كانت تحتوي على حرف متحرك يتبعه حرف ساكن، يتم مد الصوت في الحروف بمقدار حركتين أو أكثر.
- مثال: في كلمة “الرَّحْمَنِ” إذا تم الوقف على “الرحمن” يُمد الصوت.
- مد البدل:
- يحدث عندما تأتي همزة في نفس الكلمة التي تحتوي على حرف مد.
- مثال: في كلمة “آبَاء“، حيث تأتي الهمزة بعد الألف في الكلمة نفسها ويتم مد الصوت.
- مد الصلة الكبرى:
- عندما تأتي “اللام” في كلمة “الله” وتليها حرف مد، يتم مد الصوت بمقدار أربع حركات.
- مثال: في كلمة “اللَّهُ” يتم المد بمقدار أربع حركات.
- مد الصلة الصغرى:
- عندما تأتي “اللام” في كلمة “الله” ولكن لا يتبعها حرف مد، يتم المد بمقدار حركتين.
- مثال: في كلمة “اللَّهِ” مع المد الصلة الصغرى.
- مد اللين:
- عندما تأتي “واو” أو “ياء” ساكنة بعد حرف متحرك.
- مثال: في كلمة “الوداع” أو “السماء” حيث يُمد الصوت عند تلاوتها.
- مد العوض:
- عندما تأتي التنوين في آخر الكلمة ويعوض التنوين بالمد.
- مثال: في كلمة “بِحَقٍّ” يتم تعويض التنوين بالمد.
من خلال الإلمام بهذه الأنواع والملحقات، يمكن للمُتَلَقِّي أن يُحسن من تلاوته ويحقق الإتقان في قراءة القرآن الكريم كما أُنزل. يُعتبر المد عنصرًا مهمًا في تحسين الصوت وتوضيح المعنى، حيث يعكس الدقة والجمال في تلاوة الآيات.
لذلك، فإن تعلم وفهم المدود وتطبيق أحكام التجويد بالشكل الصحيح يُعدّ خطوة أساسية للمسلم في التفاعل مع القرآن، ووسيلة لتحصيل أجر عظيم في الدنيا والآخرة.