يعتبر التجويد من الأسس المهمة التي تساهم في تحسين أداء تلاوة القرآن الكريم. من أبرز القواعد التي تندرج تحت علم التجويد هي “حروف الاستعلاء”، التي تؤثر في نطق الحروف ومدى وضوح الصوت أثناء التلاوة. في هذا المقال، سنتعرف على ماهية حروف الاستعلاء في التجويد، الفرق بينها وبين حروف الاستفال، وكيفية تمييزها في الكلمات، بالإضافة إلى دورها في تحسين القراءة والتجويد.
ما هي حروف الاستعلاء في التجويد؟
حروف الاستعلاء هي الحروف التي تخرج من أعلى الحلق والفم، وتتميز بأنها تُعطي صوتًا مرتفعًا عند نطقها. وهذه الحروف سبعة هي: (خ ص ض غ ط ق ظ). عند نطق هذه الحروف، نلاحظ أن اللسان يلتصق بسقف الحلق، مما يعطيها طابعًا خاصًا في النطق.
لماذا سُمِّيت حروف الاستعلاء بهذا الاسم؟
تمت تسمية حروف الاستعلاء بهذا الاسم لأن اللسان يرتفع عند نطقها نحو الحنك الأعلى، مما يجعل الصوت يخرج بقوة وارتفاع. ومن هنا جاء الاسم الذي يعكس الحركة الخاصة التي يقوم بها اللسان في أثناء نطق هذه الحروف.
الفرق بين حروف الاستعلاء في التجويد وحروف الاستفال:
حروف الاستعلاء في التجويد تختلف عن حروف الاستفال في طريقة نطقها. حروف الاستفال هي الحروف التي تخرج من أسفل الحلق والفم، ويكون نطقها أخفض من نطق حروف الاستعلاء. وعددها اثنان وعشرون حرف، وهي الباقية من حروف الهجاء غير حروف الاستعلاء.
الفرق الأساسي يكمن في موقع اللسان أثناء النطق، حيث يتم رفع اللسان في حروف الاستعلاء، بينما يبقى في وضع منخفض في حروف الاستفال.
كيف نميز حروف الاستعلاء في التجويد في الكلمات؟
يمكننا تمييز حروف الاستعلاء في الكلمات من خلال ملاحظة الصوت الذي يخرج منها، وكذلك من خلال موقع اللسان. فعند نطق هذه الحروف، يتم رفع اللسان نحو الحنك الأعلى مما يؤدي إلى إحداث صوت مميز.
أمثلة من القرآن الكريم توضح حروف الاستعلاء:
تتجلى حروف الاستعلاء في التجويد في العديد من الآيات القرآنية، مما يبرز دورها في تحسين النطق وإضفاء الجمال على التلاوة. ومن أبرز الأمثلة:
- حرف الضاد: يظهر في كلمتي {إِعْرَاضًا} [النساء: 128] و{إِعْرَاضُهُمْ} [الأنعام: 35].
- حرف الطاء: يتجلى في كلمة {صِرَاطَ} [الفاتحة: 7] و{الصِّرَاطِ} [طه: 13]، سواء كانت الكلمة معرفة أو نكرة.
- حرف القاف: يبرز في كلمة {فِرَاقُ} [الكهف: 78]، و{الْفِرَاقُ} [القيامة: 28]، و{وَالْإِشْرَاقِ} [ص: 118]. وتجدر الإشارة إلى أن كلمة “فرق” قد اختلف فيها، حيث يفضل ورش التفخيم فيها.
استثناءات لبعض حروف الاستعلاء:
هناك استثناءات لبعض حروف الاستعلاء في التجويد، مثل حرف الخاء، الذي لا يمنع ترقيق الراء في كلمات مثل {إِخْرَاجُهُمْ} [البقرة: 85] و{إِخْرَاجًا} [نوح: 18]. في هذه الحالات، يقرأ ورش الراء مرققة رغم وجود الخاء.
في بعض الكلمات التي تتكرر فيها الراء في نهاية الكلمة، مثل {ضِرَارًا} [البقرة: 231] و{فِرَارًا} [الكهف: 18]، يُفخم القارئ الراء تبعًا للراء الثانية. ومع ذلك، يتم ترقيق الراء في كلمات مثل {بِشَرَرٍ} [المرسلات: 32] بسبب كسر الراء الثانية.
أما في الأسماء الأعجمية مثل إبراهيم، إسرائيل، وعمران، فتُفخم الراء وفقًا للقاعدة التجويدية.
توضح هذه الأمثلة أهمية إتقان حروف الاستعلاء لفهم أدق تفاصيل التجويد و لإبراز جمالية التلاوة القرآنية.
دور حروف الاستعلاء في تحسين القراءة والتجويد:
تساعد حروف الاستعلاء في تحسين جودة النطق أثناء التلاوة. رفع اللسان أثناء نطق هذه الحروف يزيد من وضوح الصوت، ويجعل القراءة أكثر دقة وتميزًا. لذلك، من الضروري معرفة كيفية نطق هذه الحروف بشكل صحيح للحصول على قراءة صحيحة وسليمة للقرآن الكريم.
في الختام، تعد حروف الاستعلاء من العناصر المهمة في علم التجويد التي تساهم في تحسين القراءة والنطق. فهم هذه الحروف وتمييزها في الكلمات يساعد في تقديم تلاوة سليمة ومتميزة. لذلك، يجب على القارئ أن يتعلم كيفية نطق هذه الحروف بطريقة صحيحة لتحقيق الأداء المثالي أثناء التلاوة.
اقرأ المزيد: صفات الحروف في التجويد وأهميتها في النطق الصحيح